فصل: المسلك الثاني في معرفة ترتيب المكاتبات المقدمة الذكر وكيفية أوضاعها:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: صبح الأعشى في كتابة الإنشا (نسخة منقحة)



.المسلك الثاني في معرفة ترتيب المكاتبات المقدمة الذكر وكيفية أوضاعها:

وفيه مأخذان:
المأخذ الأول- في ترتيب متون المكاتبات، ولا يكون إلا ابتداءً. أم الجواب فإنه لا يتأتى فيها.
ثم هي على ضربين:
الضرب الأول- ما يكتب في خلاص الحقوق:
وهو ما يكتب فيه لنواب الإسكندرية، ونائبي الوجهين: القبلي والبحري من الديار المصرية، وولاتهما، ونواب الشام، وحلب، وطرابلس، وحماة، وصفد، والكرك، ومقدم العسكر بغزة، من الممالك الشامية على ما تقدم ذكره في الكلام على مكاتبة أهل الملكة.
والرسم في ذلك إذا كانت المكاتبة إلى نائب الشام مثلاً، بسبب قضية تتعلق بالأمير الدوادار أن يكتب: أعز الله تعالى المقر الكريم إلى آخر الألقاب والصدر؛ ثم يكتب: وتبدي لعلمه الكريم أن الجناب العالي ويذكر ألقابه إلى آخرها ضاعف الله تعالى نعمته عرفنا كذا وكذا. ويذكر ما في قصته برمته. ثم يكتب: ومرسومنا للمقر الكريم أن يتقدم أمره العالي بكذا وكذا، ويأتي بما رسم له به إلى آخره؛ ثم يقول: فيحيط علمه بذلك ويكمل على ما تقدم.
وإن كان المكتوب بسببه أمير عشرة مثلاً، كتب بدل عرفنا: ذكر. وإن كان من آحاد الناس كتب بدل ذلك: إن فلانا أنهى ويكمل على ما تقدم.
وهذه نسخة مكاتبة إلى نائب الشام بسبب خلاص حق: أعز الله تعالى أنصار المقر الكريم، العالي، الأميري، الكبيري، العالمي، العالدي، المؤيدي، العوني، المثاغري، المرابطي، الممدي، المشيدي، الزعيمي، الظهيري، العابدي، الناسكي، الأتابكي، الكفيلي، الفلاني؛ معز الإسلام والمسلمين، سيد أمراء العالمين، ناصر الغزاة والمجاهدين، ملجئ الفقراء والمساكين، أتابك العساكر، زعيم الوحدين، ممهد الدول، مشيد الممالك، عون الأمة، كهف الملة، عماد الدولة، ظهير الملوك والسلاطين، عضد أمير المؤمنين، ولا زال عالياً قدره، نافذاً أمره، جارياً على الألسنة حمده وشكره.
أصدرناها إلى المقر العالي تهدي إليه من السلام أتمه، ومن الثناء أعمه وتبدي لعلمه الكريم أن الجناب العالي، الأميري، الكبيري، العالمي، العالدلي، المؤيدي، الغوثي، الغياثي، المرابطي، الممهدي، المشيدي، الظهيري، الزعيمي، المقدمي، الفلاني؛ ظهير الملوك والسلاطين، سيف أمير المؤمنين؛ فلان رأس نوبة الظاهري ضاعف الله تعالى نعمته عرفنا أن له دعوى شرعية على أقوام بدمشق المحروسة، وهم فلان وفلان. ومرسومنا للمقر الكريم أن يتقدم أمره العالي بحملهم صحبة فلان قاصد المشار إليه، إلى الأبواب الشريفة، محتفظاً بهم، قولاً واحداً، وأمراً، جازماً، ليصل كل ذي حق إلى حقه، فيحيط علمه بذلك، والله تعالى يؤيده بمنه وكرمه.
آخر: وتبدي لعلمه الكريم أن المجلس السامي، الأميري، الكبيري، العضدي، الذخري، الأوحدي، الفلاني؛ عمدة الملوك والسلاطين: فلان أدم الله سعادته، ذكر لنا أن الصدقات الشريفة شملته بخلاص حقه من فلان. وقد وكل في ذلك المجلس السامي القضائي الأجلي فلان الدين. ومرسومنا للمقر الكريم أن يتقدم أمره العالي بطلب الغريم المذكور، وخلاص الحق منه بتمامه وكماله. وإن امتنع عن ذلك يحمل للأبواب الشريفة مع الوصية بوكيله في ذلك، فيحيط علمه بذلك.
آخر: وتبدي لعلمه الكريم أن الأمير، الأجل، الكبير، فلان الدين، فلان الفلاني؛ أنهى أن بيده إقطاعاً بالحلقة الشامية، وأن الوزير بالشام المحروس في كل وقت يتعرض إلى إقطاعه ويأخذ الموجب المقرر له بغير طريق. ومرسومنا للمقر الكريم أن يتقدم أمره العالي بطلب المباشرين، والارتجاع عليهم بما التمسوه من إقطاعه، على ما يشهد به الديوان المعمور، بتمامه وكماله، ويستقر هذا المثال الشريف بيده بعد العمل به، فيحيط علمه الكريم بذلك، والله تعالى يؤيده بمنه وكرمه.
آخر: وتبدي لعلمه الكريم أن فلاناً الفلاني أنهى أن شخصاً يسمى فلاناً تزوج بأخته، وهو مقيم بالشام المحروس، وتوفيت أخته إلى رحمة الله تعالى، ووضع الزوج المذكور يده على جميع مالها. ومرسومنا للمقر الكريم أن يتقدم أمره العالي بخلاص الحق على حكم الشرع الشريف مع الوصية به، فيحيط علمه بذلك.
آخر: وتبدي لعلمه الكريم أن قصة رفعت إلى أبوابناالشريفة باسم تجار الفرنج، أنهوا فيها أنهم يبيعون ويبتاعون البضائع، ويقومون بما عليهم من الموجب السلطاني. ومرسومنا للمقر الكريم أن يتقدم أمره بخلاص حقوقهم ممن تتعين في جهته على حكم الحق، وكف أسباب الضرر عنهم، ومنه من يتعرض إليهم بغير حق ولا مستند شرعي، والوصية بهم ورعايتهم وملاحظتهم، فيحيط علمه بذلك.
الضرب الثاني ما يكتب من متعلقات البريد في الأمور السلطانية، وهي صنفان:
الصنف الأول: ما يكتب به ابتداء:
ويختلف الحال فيه باختلاف مقتضيه: فإن كان مقتضيه بروز أمر السلطان بفعل شيء أو تركه أو الحركة في شيء، كتب: إن المراسيم الشريفة اقتضت كذا وكذا أو إن مراسيمنا الشريفة اقتضت كذا. أو إن المرسوم الشريف اقتضى كذا. أو إن مرسومنا الشريف اقتضى كذا: فإن كان ذلك الأمر مما يحتاج إلى إدارة الرأي فيها، كتب: إن الرأي الشريف اقتضى كذا. أو إن آراءنا الشريفة اقتضت كذا. وما يجري هذا المجرى. وإن كان مقتضيه بلوغ خبر من حركة عدو أو اطلاع على أمر خفي، كتب: إنه اتصل بالمسامع الشريفة كذا وكذا أو إنه اتصل بمسامعنا الشريفة كذا وكذا وإن كان بسبب طلب مال أو جباية خراج ونحو ذلك، كتب: إن لديوان خاصنا الشريف في الجهة الفلانية كذا. أو إن لنا في الجهة الفلانية كذا، ونحو ذلك مما ينخرط في هذا السلك، ثم يكتب: ومرسومنا للمقر الكريم، أو للجناب الكريم، أو الجناب العالي على حسب المكاتبة أن يتقدم أمره بكذا وكذا على ما تبرز به المراسيم السلطانية.
وهذه مكاتبات من ذلك إلى نائب الشام، ينسج على منوالها.
مكاتبة- باستقرار نائب في نيابة بعض القلاع: وتبدي لعلمه الكريم أن المراسيم الشريفة اقتضت استقرار الأمر فلان الدين في النيابة الشريفة وجهزنا مرسومه الشريفين على يد المتوجه بهذا المثال الشريف الأمير الأجل فلان الدين فلان، أعزه الله تعالى. فيتقدم المقر الكريم بتجهيزه إلى جهة قصده بما على يده من ذلك، وإذا عاد، يعيده إلى الأبواب الشريفة مكرماً مرعياً على عوائد همته العلية، فيحيط علمه بذلك.
مكاتبة- بنقل نائب سلطنة من نيابة إلى نيابة: وتبدي لعلمه الكريم أن مرسومنا الشريف اقتضى نقل الجناب الكريم، العالي، الأميري، الكبيري، العالمي، العادلي، المؤيدي، الغوثي، الغياثي، المقدمي، الكافلي، الفلاني؛ ظهير الملوك والسلاطين، سيف أمير المؤمنين؛ فلان الظاهري، أعز الله نصرته- من نيابة السلطنة الشريفة بطرابلس، إلى نيابة السلطنة الشريفة بحلب المحروسة. والجناب العالي الأميري الكبيري الفلاني، ظهير الملوك والسلاطين فلان الظاهري من نيابة السلطنة بصفد المحروسة، إلى نيابة السلطنة الشريفة بطرابلس المحروسة. والجناب العالي الفلاني الظاهري من تقدمة العسكر المنصور بغزو المحروسة، إلى نيابة السلطنة الشريفة بصفد المحروسة. وكتبنا لهم تقاليد شريفة بذلك، وجهزنا إليهم تشاريفهم وهي واصلة عقبيها على يد متسفريهم؛ وجهزنا الأمير الأجل الأعز فلان الدين، مؤتمن الملوك والسلاطين، فلان الخاصكي الظاهري أعزه الله تعالى للبشارة المشار إليهم بذلك: ليأخذوا حظهم من هذه البشرى، وتضاعف أدعيتهم بدوام أيامنا الشريفة، وآثرنا إعلام المقر الكريم بذلك: ليكون على خاطره؛ والله تعالى يؤيده بمنه وكرمه.
مكاتبة- بحمل شخص للأبواب السلطانية: وتبدي لعلمه الكريم أن مرسومنا الشريف اقتضى تقدم المقر الكريم حال وقوفه عليها، وقبل وضعها من يده بطلب فلان الفلاني وفلان الفلاني، وتجهيزهما إلى الأبواب الشريفة في أسرع وقت وأقربه، من غير فترة ولا توان. ونحن نؤكد عليه غاية التأكيد في سرعة تجهيزهما إلى الأبواب الشريفة صحبة الأمير الأجل، فلان الدين فلان، إلى الأبواب الشريفة محتفظاً بهما، محترزاً عليهما؛ ومرسومنا للمقر الكريم أن يتقدم أمره العالي باعتماد ما اقتضاه مرسومنا الشريف، والاهتمام بذلك، والاحتلاف به، فيحيط علمه بذلك، والله تعالى يؤيد بمنه وكرمه.
مكاتبة- باستقرار بعض الأمراء بالقدس الشريف بطالاً: وتبدي لعلمه الكريم أن مرسومنا الشريف اقتضى استقرار الأمير فلان أحسن الله تعالى عاقبته بالقدس الشريف مقيماً بها، وشملته الصدقات الشريفة أن فلانة وفلانة باسمه، بمقتضى مرسوم شريف مجهز صحبة متسفره الأمير الأجل الكبير الأوحد، فلان الدين فلان، البريدي بالأبواب الشريفة، أعزه الله تعالى، المتوجه بهذا المثال الشريف. ومرسومنا للمقر الكريم أن يتقدم أمره العالي بإثبات المرسوم الشريف المذكور بديوان الجيوش المنصورة بالشام المحروس على العادة؛ وتجهيز البريدي المذكور إلى حدود الديار المصري، مكرماً مرعياً على العادة؛ فيحيط علمه الكريم بذلك.
مكاتبة- ببيع غلة للديوان السلطاني: وتبدي لعلمه الكريم أن آراءنا الشريفة اقتضت تجهيز كذا وكذا إردباً من القمح من ديواننا المفرد صحبة فلان. ومرسومنا للمقر الكريم أن يتقدم أمره العالي بطلب فلان الحاجب بالشام المحروس: ليتولى بيع ذلك بسعر الله تعالى بما فيه الغبطة والمصلحة؛ وتجهيز الثمن إلى الأبواب الشريفة برسالة دالة على ذلك في أسرع وقت وأقربه، مع مضاعفة الوصية بذلك والاحتفال به، فيحيط علمه بذلك.
مكاتبة- وتبدي لعلمه الكريم أن آراءنا الشريفة اقتضت توجه الأمير الأجل الكبير، الأوحد، فلا الدين فلان؛ استادار الأمير المرحوم فلان كان، بسبب استخراج الأموال وبيع الغلال والأصناف الديوانية المتحصلة من القرى المستأجرة، المرتجعة للورثة عن المشار إليه بمقتضى التذكرة المسطرة على يده. ومرسومنا للمقر الكريم أن يتقدم أمره بمساعدة المذكور وتقوية يده على ما تضمنته فصول التذكرة ومراعاة أحواله، وإزالة ضروراته، وخلاص الحق منه ممن يتعين في جهته، ويشمله بنظره الكريم فيما تعلق بفصول التذكرة. فإن تعلقات الورثة المذكورين تحت نظرنا الشريف. فيبادر المقر الشريف إلى ذلك وسرعة عوده بعد قضاء شغله، وتجهيز المتحدث والمباشرين للأبواب الشريفة، وصحبتهم حسابه عند نهاية فصول التذكرة المذكورة. ويقيم عنهم من يعوضهم إلى حين عودتهم من الأبواب الشريفة على ما هو المعهود من همته الكريمة واحتفاله، فيحيط علمه الكريم بذلك.
مكاتبة- بسبب طلب عصي الجواكين والكرابيج والأكر: وتبدي لعلمه الكريم أن المرسوم الشريف اقتضى تجهيز عصي الجواكين والكرابيج والأكر إلى السلاح خاناه من الشام المحروس، على العادة في كل سنة سيعاً، وآثرنا علمه الكريم بذلك. ومرسومنا للمقر الكريم أن يتقدم أمره العالي باعتماد ما اقتضاه مرسومنا الشريف من ذلك كله على جاري العادة في كل سنة، والاهتمام بذلك، والاحتفال به، بحث لا يتأخر ذلك غير مسافة الطريق؛ فإن الانتظار واقع لذلك، وفي همته الكريمة ما يغني عن بسط القول في ذلك، فيحيط علمه الكريم بذلك.
مكاتبة- بسبب استقرار قاض بدمشق عوض من كان بها: وتبدي لعلمه الكريم أن الصدقات الشريفة شملت المجلس العالي، القضائي، الكبيري، العالمي، العلامي، الإمامي، الفلاني، الفريدي، المفيدي، المجيدي، الأصيلي، العريقي، الأثيلي، الأثيري، الأوحدي، الخطيبي، الشيخي، الحاكمي، الفلاني، جلال الإسلام والمسلمين، شرف العلماء العاملين، إمام البلغاء، خطيب الخطباء، شيخ مشايخ العارفين، ملاذ المريدين، مفتي الفرق، موضح الطق، لسان المتكلمين، مفيد الطالبين، حكم الملوك والسلاطين، ولي أمير المؤمنين، فلان الفلاني الشافعي. أعز الله تعالى أحكامه- بتفويض قضاء قضاة الشافعية بالشام المحروس إليه؛ عوضاً عمن به، بحكم عزله مضافاً إلى خطابه الجامع الأموي، ومشيخة الشيوخ بالشام المحروس. وكتبنا توقيعاً شريفاً له بذلك، وجهزناه إليه قرين تشريف شريف على يد فلان المتوجه بهذا المثال الشريف. وآثرنا علمه الكريم بذلك، ليكون ذلك على خاطره الكريم. ومرسومنا للمقر الكريم أن يتقدم أمره الكريم بتقرير القاضي فلان الدين فلان الفلاني فيما شملته به الصدقات الشريفة من ذلك كله، وتقوية يده في مباشرة ذلك والشد منه، وتأييد أحكامه الشرعية، وتنفيذ كلمته، ورعاية جانبه، وإكرامه واحترامه، على عادة هممه الكريمة، وتقدماته السعيدة، فيحيط علمه بذلك.
مكاتبة- بسبب حمل الثلج إلى الأبواب السلطانية: وتبدي لعلمه الكريم أن المرسوم الشريف اقتضى تجهيز نقلات الثلج إلى الشراب خاناه الشريفة على العادة. ومرسومنا للمقر الكريم أن يتقدم أمره العالي بسرعة تجهيز النقلة الأولى، بحيث لا تتأخر أكثر من مسافة الطريق على ما هو المعهود من همته العالية، وتقدماته السعيدة. وقد جهزنا هذا المثال الشريف على يد الأمير الأجل فلان الدين فلان الفلاني، أعزه الله تعالى، فيحيط علمه الكريم بذلك.
مكاتبة- بتمكين شخص من الحضور للأبواب السلطانية. وتبدي لعلمه الكريم أن فلاناً كان قصد الاجتماع بأهله وأقاربه بالقاهرة المحروسة. ومرسومنا للمقر الكريم أن يتقدم أمره العالي بتمكينه من الحضور إلى القاهرة المحروسة على خيله: ليجتمع بأهله وأقاربه. وقد جهزنا بهذا المثال الشريف فلاناً البريدي بالأبواب الشريفة، فيحيط علمه الكريم بذلك.
مكاتبة- بمنع العربان من الدخول إلا البلاد قبل فراغ الزرع. وتبدي لعلمه الكريم أن المراسيم الشريفة اقتضت أنه لا يدخل أحد من العربان إلى البلاد الشامية المحروسة: كبيرهم وصغيرهم، جليلهم وحقيرهم، إلى أن يشال الزرع على العادة. ومتى- والعياذ بالله- حصل منهم مخالفة لذلك، حل بهم من الانتقام الشريف ما لا مزيد عليه. ومرسومنا للمقر الكريم أن يتقدم أمره العالي باعتماد ما اقتضته المراسيم الشريفة من ذلك، مع الاهتمام به، والاحتفال والاجتهاد فيه، قولاً واحداً، وأمراً جازماً، على عادة همته العالية، وتقدماته المرضية، فيحيط علمه بذلك.
مكاتبة- بحفظ السواحل: وتبدي لعلمه الكريم أن مرسومنا الشريف اقتضى الاجتهاد في حفظ السواحل والمواني، والاهتمام بأمرها، وإقامة الأيزاك والأبدال في أوقاتها على العادة، وإلزام أربابها بمواظبتها، وكذلك المنورون بالديابانات والمناظر والمناور في الأماكن المعروفة، وتعهد أحوالها: بحيث تقوم أحوالها على أحسن العوائد وأكملها؛ ولا يقع على أحد درك بسببها. ومرسومنا للمقر الكريم أن يتقدم أمره العالي باعتماد ما اقتضاه مرسومنا الشريف من ذلك، مع مضاعفة الاحتفال بذلك والمبادرة إليه، حسب ما اقتضته المراسيم الشريفة. وقد جهزنا بهذا المثال الشريف مجلس الأمير الأجل: فلان الدين فلان البريدي، المقدم بالأبواب الشريفة؛ فيتقدم أمر المقر العالي بتجهيزه إلى جهة قصده بما على يده، وإعادته عند عوده إلى الأبواب الشريفة، على ما هو المعهود من همته، فيحيط علمه الكريم بذلك.
مكاتبة- باستعمال قماش. وتبدي لعلمه الكريم أن آراءنا الشريفة اقتضت استعمال القماش الجاري به العادة برسم الركابخانه، والإصطبلات الشريفة، على ما استقر عليه الحال إلى آخر السنة الخالية والتي قبلها. وقد كتبت تذكرة شريفة من ديوان استيفاء الصحبة الشريفة مفصلة بذلك، وجهزناها قرين هذه المفاوضة لتقرأ على مسامعه الكريمة. ومرسومنا للمقر الكريم أن يتقدم أمره العالي بتأملها، وبروز أمره بطلب وزير المملكة الشريفة، وناظر المهمات الشريفة، واستعمال القماش الذي تضمنته التذكرة الشريفة، والاهتمام بذلك، والاحتفال بسرعته. وقد اكتفيان بهمة المقر الكريم عن تجهيز أميراخورية وأوجاقية من إصطبلاتنا الشريفة لاستعمال ذلك، لأن المهامات الشريفة تحت نظره الكريم، فيصرف همته العالية إلى الإسراع في ذلك، والاحتفال به والاهتمام. وفي اهتمامه وتنفيذه لمراسمنا الشريف ما يغني عن التأكيد في ذلك، فيحيط علمه بذلك.
مكابتة- بجواز. وتبدي لعلمه الكريم أن مرسومنا الشريف اقتضى تجهيز فلان البريدي بالأبواب الشريفة، أعزه الله تعالى، إلى جهة فلان بما على يده وما صحبته. ومرسومنا للمقر الكريم أن يتقدم أمره العالي بإزاحة أعذاره، وتجهيزه إلى المشار إليه في أسرع وقت وأقربه. وإذا عاد يتقدم بتجهيزه إلى خدمة الأبواب الشريفة على العادة في ذلك، على عادة همته العلية، وشيمه المرضية، فيحيط علمه بذلك.
مكاتبة- وتبدي لعلمه الشريف أن مرسومنا الشريف اقتضى أن لا يمكن أحد من نقل سلاح ولا عدة حرب إلى جهة البلاد الرومية. ومرسومنا للمقر الكريم أن يتقدم أمره العالي بأن لا يمكن أحد من نقل سلاح ولا عدة إلى جهة البلاد المذكورة، والاحتراز على ذلك كل الاحتراز، فحيط علمه بذلك.
مكاتبة- وتبدي لعلمه الكريم أنه اتصل بالمسامع الشريفة أن غالب البلاد بالصفقة الفلانية محمية متجاهية على الكشاف والرعايا، ويؤوون المفسدين. وأن يد الكشاف لا تصل إلى هذه البلاد، ولا إلى النصفة ممن بها من المفسدين. وحصل بذلك الضرر للبلاد والعباد. واقتضى الرأي الشريف الكشف عن هذه البلاد وسائر الأعمال، والمناداة في البلاد بإبطال الحماية والرعاية، والمساواة بين العباد في سائل البلاد بالعدل والإنصاف، وكف أكف الظلم والعدوان. ومرسومنا للمقر الكريم أن يتقدم أمره الكريم بالمناداة في سائر البلاد بإبطال الحماية والرعاية، والمساواة بين الخاص والعام، وتطهير الأرض من المفسدين؛ وأن يحمى أحد ببلد من البلاد. ومن تظاهر بحماية أو إيواء مفسد ببلد من البلاد، حل ماله وروحه. والتأكيد على أهل البلاد في ذلك، والتشديد والفحص عمن يتجاهر بذلك وردعه ونشر العدل والإنصاف بتلك الأقطار، والاهتمام في ذلك كله، على عادة هممه الكريمة، وتقدماته السعيدة، فيحيط علمه الكريم بذلك، والله تعالى يؤيده بالملائك.
مكاتبة- وتبدي لعلمه الكريم أنه اتصل بمسامعنا الشريفة أن فلاناً تعرض للجهة الفلانية الجارية في ديوان خاصنا الشريف، وأخذ منها مبلغ كذا وكذا، ومرسومنا للمقر الكريم أن يتقدم أمره العالي بطلب الغريم المذكور، وتجهيزه إلى الأبواب الشريفة، وإلزامه بما استأداه من ذلك، محترزاً عليه مع مضاعفة الوصية بمباشري الجهة المذكورة والإحسان إليهم، فيحيط علمه بذلك.
الصنف الثاني: ما يكتب في الجواب عما يرد من النواب وغيرهم:
والرسم فيه أن يكتب بعد التصدير: إن مكاتبته الكريمة أو مكاتبته على قدر رتبته من ذلك وردت على د فلان فوقفنا عليها وعلمنا ما تضمنته على الصورة التي شرحها، ثم يذكر ما يناسب الجواب في ذلك من شكر الاهتمام أو غيره. ثم إن اشتملت على مقصد واحد. أجاب عنه.
وهذه مكاتبة ينسج على منوالها، وهي: وتبدي لعلمه الكريم أن مكاتبته الكريمة وردت على يد فلان فوقفنا عليها، وعلمنا ما أصدرته من تجهيزه إلى خدمة أبوابنا الشريفة بما على يده من كتاب مخدومه. وقد وصل، وأحاطت علومنا الشريفة بما تضمنته، وأعدناه الآن بجوابه وبهذا الشريف. فيحيط علمه الكريم بذلك.
وإن اشتملت المكاتبة المجاب عنها على عدة فصول، أتى على فصولها فصلاً فصلاً. وربما قال: فأما ما أشار إليه من كذا إذا كان علي الرتبة، كنائب الشام ونحوه، فقد علمناه، وصار على خاطرنا الشريف أو فقد رسمنا به أو فلم نرسم به. ونحو ذلك على ما يقع به الجواب السلطاني في ملخص المكتوب عن مكاتبة المكتوب إليه بالجواب.
وهذه مكاتبة من هذا النمط ينسج على منوالها، وهي: وتبدي لعلمه الكريمة، أن مكاتبته الكريمة وردت على يد مملوكه الأمير الأجل فلان الدين فلان، أعزه الله تعالى، فوفقنا عليها، وعلمنا ما تضمنته على الصورة التي شرحها، وشكرنا همته العالية، وتقدماته السعيدة، ورأيه السعيد، واعتماده الحميد.
فأما ما أشار إليه من وصوله ومن صحبته، ونائبي السلطنة الشريفة بطرابلس وصفد المحروستين، إلى ملطية المحروسة في التاريخ الفلاني، وتلقي نائبي السلطنة الشريفة بحلب وحماة المحروستين، المقر الكريم ومن معه على ظاهر لمدينة المذكورة، واستمرار إقامتهم جميعاً بالمنزلة المذكورة إلى تسطير مكاتبته المشار إليها في انتظار من رسم لها بالحضور إليهم من عساكر القلاع المنصورة وغيرهم، من أمراء التركمان والأكراد ومن معهم من أتباعهم وألزامهم، حسب ما اقتضته المراسيم الشريفة في المهم الشريف وما كتب به إلى نائب طرابلس، وإلى قرا يوسف النائب بالرها المحروسة: من الحضور إلى المهم الشريف، وأجابتهما إلى ذلك؛ وكذلك ما كتب به إلى الحاكم بسيواس، وإلى أحمد بن طرغلي، وما أجابا من الحضور إلى المهم الشريف، والملتقى في المكان الذي عينه حاكم سيواس، إلى غير ذلك مما بسط القول فيه فقد علمناه على الصورة التي شرحها، وتضاعف شكرنا لهمته العلية وتقدماته السعيدة.
وأما ما أشار إليه من اعتماده ما برزت به المراسيم الشريفة في الجواز الشريف الوارد إليه على يد مجلس الأمير الأجل فلان الدين فلان، والمطلق الشريف المجهز على يده، وامتثال ما تحمله من المشافهة الشريفة، وتقدمه بجميع نواب السلطنة الشريفة المكتوب إليهم، وعقد المشورة معهم على اعتماد ما اقتضته المراسيم؛ وتعيين جاليش العساكر المنصورة ونائب السلطنة الشريفة بطرابلس المحروسة ومن معه من الأمراء المقدمين وأتباعهم من دمشق وحلب المحروستين، ونائب السلطنة الشريفة بحماة المحروسة، ومن معه من العساكر المنصورة، وسيرهم في التاريخ الفلاني، وسيره في أثرهم بمن بقي معه من العساكر المنصورة الشامية الحلبية؛ وأن سيرهم على جهة بلد كذا على الصورة التي شرحها لما قصده من ذلك من المصلحة؛ فقد علمنا ذلك على الصورة التي شرحها؛ وشكرنا همته العالية، وحسن فكرته الصحيحة.
وأما ما أشار إليه من أن نائب ملطية جهز الكتاب الوارد عليه من ابن تمرلنك، على يد قاصد من جهة تلمان باللسان الأعجمي، وأنه عربهم وفهم مضمونه وجهزه ليحيط العلوم الشريفة بمضمونه، وهي على الخواطر الشريفة، فيكون ذلك على الخاطر الكريم، وشكرنا همته العلية.
وأما ما أشار إليه من ورود كتاب تلمان عليه، وهديته على يد قاصده، وأنه لم يقبل هديته وأعاد جوابه، فإنه إن كان مناصحاً في الخدمة الشريفة وهو صادق في كلامه، فيحضر إلى المهم الشريف، وما شرح في هذا المعنى فقد علمناه على الصورة التي شرحها، وشكرنا جميل اعتماده وسعيد رأيه. وكذلك أحاطت العلوم الشريفة بما ذكره في أمر حاكم عرتركبر وما شرحه في ذلك فقد علمناه على الصورة التي شرحها.
وأما ما أشار إليه من أمر ملطية المحروسة، وأنها تحتاج إلى الفكر الشريف، والنظر في أحوالها وترتيب مصالحها، وإقامة عسكر لرجال يحمونها من طوارق الأعداء المخذولين: إلى غير ذلك مما شرحه في هذا المعنى، فقد علمناه على الصورة التي شرحها، وبقي ذلك على خواطرنا الشريفة. وعقبيها إن شاء الله تعالى تبرز المراسيم الشريفة بما فيه المصلحة للبلد المذكور على أكمل ما يكون.
وقد استصوبوا رأي المقر الكريم في هذا الفكر الحسن، فإنه أمر ضروري. وقد شكرنا للمقر الكريم جميل اعتماده، وحسن رأيه، وبذل همته واجتهاده في هذا المهم الشريف. والقصد منه الاستمرار على ما هو فيه من بذل الاجتهاد في المهمات الشريفة بقلبه وقالبه، والعمل على بياض وجهه عند الله تعالى، من الذب عن عباده وبلاده، وبذل المال والروح في رضا الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم في ذلك، واستقرار خواطرنا الشريفة بذلك. فإن المقر الكريم يعلم ما نحن مثابرون عليه، ومنقادون إليه، من محبة رضا الله تعالى في النصيحة بصلاح العباد، وعمارة البلاد، وتسطير ذلك في صحائف حسنات الدهر بين يدي الله تعالى. والمقر الكريم يعلم أن جل اعتمادنا عليه في أكابر دولتنا الشريفة. ونحن واثقون برأيه السديد في حركته وسكناته في المهمات الشريفة والأشغال السلطانية. ولأجل ذلك قربناه، ورضينا به لنا وعلينا، وكلما بلغنا عنه اعتماد حسن تتضاعف منزلته عندنا. والآن فإن نواب السلطنة الشريفة وأمراء دولتنا كبيرهم وصغيرهم تحت أمره ومشورته، وما بقي مثل هذه الأيام المباركة والأوقات السعيدة، ولم يبق سوى انتهاز الفرص، واغتنام أوقات السعادة، وهو الحاضر والنائب عنا في كل ما يحصل من المصالح العائد نفعها على البلاد والعباد. والمبادرة إلى عملها من غير معاودة الآراء الشريفة في كل قضية تتفق له، فإن المسافة بيننا وبينه بعيدة، وتضيع لمصلحة في وصول الخطاب وعود الجواب. وقد فوضنا إليه الرأي في ذلك، والعمل بما تقتضيه المصلحة الحار، في جليل الأمور ودقيقها، فيكون ذلك في خاطره الكريم، ويعمل بمقتضاه. وقد أعدنا مملوكه بهذا الجواب، فيحيط علمه بذلك.
وهذه نسخة مكاتبة في معنى الرضا عن ابن دلغادر التركماني وغير ذلك: وتبدي لعلمه الكريم أن مكاتبته الكريمة وردت على يد فلان الدين فلان مملوكه، فوقفنا عليها وعلمنا ما تضمنته.
فأما ما ذكره في معنى ابن دلغادر، وتكرار كتبه بالتصريح والترامي عليه في سؤال الصدقات الشريفة في الرضا والعفو عنه، فقد علمنا ذلك؛ والذي نعرف به المقر الكريم أنا كنا رسمنا بأن لا يكتب له جواب ورد كتابه وقاصده؛ ولما تكرر استشفاعه بالمقر الكريم، ودخل دخول الحريم، وعرفنا أنه ضاقت عليه الأرض برحبها وأخلص في الندم، عطفت عليه الصدقات الشريفة بالحنو والعفو كرامة للمقر الكريم، وإعلاء لشأنه، ورفعاً لمكانته ومكانه. ورسمنا للمقر الكريم أن يكاتب المذكور بهذا المعنى، ويلتزم على نفسه العفو الشريف، والصفح المنيف؛ وإيصال أنواع الخير وفوق ما في خاطره من الأمان على نفسه وماله، وغير ذلك. والذي نعرفه أنه كان جرى على اللسان الشريف الحلف أنه لا بد من حضوره إلى الأبواب الشريفة ودوس البساط الشريف، ولا بد من تحقيق ذلك لحصول البر والخلاص من الحلف الشريف، وقيام الناموس عند القريب والبعيد: ليعلموا أن سلطاننا غالب على من تمرد، ومراحمنا شاملة لمن يلتجئ إلى حرم عفونا الشريف، وأنه قريب منه.
وأما ما ذكره في معنى كشف الصفقة الفلانية، ووقوع الاختيار على فلان الدين فلان، وما عرضه على الآراء الشريفة من تقريره في ذلك، وبروز المراسيم الشريفة بكتابة مرسومه وتقرير غيره، فقد علمنا ذلك ورسمنا بتقريره، وكتبنا مرسومه الشريف، وجهزناه على يد فلان العائد بهذا الجواب الشريف.
وأما ما ذكره من جهة الزاوية المستجدة بشقحب وتجهيز قائمة متضمنة بما تدعو الضرورة إليه من تقرير السماط أرباب الوظائف، وما عرضه على الآراء الشريفة من كتابة مرسوم شريف مربع على حكمها، أو بما تقتضيه الآراء الشريفة من زيادة أو نقص، فقد علمنا ذلك ورسمنا به حسب ما اقتضته الآراء الشريفة: من استقرار فلان الدين فلان في الولاية في الثغر المذكور، فقد علمنا ذلك ورسمنا به، وكتبنا مرسومه الشريف، وجهزناه على يد العائد بهذا الجواب الشريف. فالمقر الكريم يوصيه بحسن السيرة وترك ما كان عليه.
وأما ما ذكره من جهة خفارة الجهة الفلانية، وما عرضه على الآراء الشريفة: من إمضاء القائمة المجهزة بأسماء من قرره في الخفر المذكور، فقد علمنا ذلك ورسمنا بإمضائه حسب ما قصده المقر الكريم.
وأما ما ذكره من جهة فلان المعتقل بقلعة دمشق، ووقف أولاده وعياله وشكواهم حالهم بعد كشف ما نقل عنه وعدم صحته وما عرضه على الآراء الشريفة من الإفراج عنه، فقد علمنا ذلك ورسمنا به فيتقدم أمر المقر الكريم بالإفراج عنه.
وأما ما ذكره في معنى ما ورد به كتاب النائب بالرحبة المحروسة: من الأخبار والمتجددات، فقد علمناه على خواطرنا الشريفة.
وأما ما ذكره من وصول قاصدي حاكم الدربند وحاكم القنيطرة بما على أيديهما وتجهيز ما ورد معهما من الكتب واستئذان الآراء الشريفة على ما نعتمده في أمرهما وفيمن يحضر بعدهما، فقد علمنا ذلك، وكتبنا الجواب عن ذلك، وجهزناه قرين هذا الجواب الشريف، فيتقدم بإعادتهما إلى مرسلهما. وكذلك يفعل في كل من حضر من تلك النواحي إلى في مهم شريف على عوائد هممه. وقد أعدنا مملوكه إليه بهذا الجواب الشريف، فيحيط علم المقر الكريم بذلك.
مكاتبة أخرى- من هذا النمط في معنى أمور مختلفة. وتبدي لعلمه الكريم أن مكاتبته الكريمة وردت على يد المجلس السامي الأميري فلان. فوقفنا عليها وعلمنا ما تضمنته على الصورة التي شرحها.
فأما ما أشار إليه: من وصوله إلى دمشق المحروسة عائداً من الأغوار السعيدة، وأنه وجدها وسائر أعمالها وضواحيها والسواحل والمواني في حرز الأمن والسلامة، فقد علمنا ذلك وحمدنا الله تعالى وشكرناه على ذلك.
وأما ما أشار إليه: من أنه جهز من متحصل دار الضرب السعيدة بدمشق المحروسة كذا وكذا مثقالاً بمقتضى رسالة وما قصد من إعادة رجعة شريفة بذلك، فقد علمناه ووصل المبلغ المذكور، وكتب به رجعة شريفة على العادة في مثل ذلك، وجهزت على يد فلان المشار إليه، فيكون ذلك على خاطره الكريم.
وأما ما ذكره: من أمر النحاس وقلته من عدم وصول شيء منه، وأنه لم يوجد منه بعد الجهد سوى مبلغ عشرين قنطاراً عند الفرنج، وأمر الفلوس العتق وبقائها، وكثرة الفلوس الجدد، وقلة وجود الدرهم والدينار، وتوقف المعايش بسبب ذلك، وما عرضه على الآراء الشريفة إن اقتضت الآراء الشريفة إبطال دار الضرب نحو شهرين إلى أن يحضر نحاس يستعمل، وتخف الفلوس ويستصرف ما في أيدي الناس، فقد علمنا ذلك وأجبنا سؤاله فيه. ومرسومنا أن يعمل فيه بما تكون به المصلحة عامة للرعية، وتبطيل دار الضرب مدة يراها المقر الكريم.
وأما ما أشار إليه: من أمر الأمير فلان وما قصده من حسن النظر الشريف في حاله، وما شرحه من ذلك، فقد علمناه على الصورة التي شرحها، وصار ذلك على الخواطر الشريفة.
وأما ما أشار إليه: من أمر فلان، وما اتفق من الكشف عليه حسب ما اقتضته المراسيم الشريفة، وما ادعي عليه من كذا وكذا، وما كتب عليه من المحاضر وتجهيزها إلى الأبواب الشريفة، وتجهيز المشار إليه إلى الأبواب الشريفة صحبة البريدي المجهز في طلبه في أثناء ذلك، فقد علمنا ذلك على الصورة التي شرحها، وأحاطت العلوم الشريفة به جملة وتفصيلاً، وبما اشتملت عليه المحاضر المذكورة، وبقي ذلك على الخواطر الشريفة؛ واقتضت الآراء الشريفة إعادته ومن معه للخلاص من شكاته عند المقر الكريم، وقد أعدناهم صحبة من يحضر بهم إلى المقر الكريم ليكشف عليه وتنظم المحاضر وتجهز.
وأما ما أشار إليه من تجهيز وتعريف الحسبة بالأسعار عن البر الفلاني على العادة في ذلك إلى الأبواب الشريفة، فقد علمنا ذلك ووصل ما جهزه من ذلك، وأحاطت العلوم الشريفة بما اشتمل عليه، وشكرنا همة المقر الكريم وسعيد تقدماته، وجميل اعتماداته. وقد أعدنا الأمير فلاناً بالجواب الشريف، فيحيط علمه بذلك.
قلت: وعلى ذلك يقاس ما يكتب به إلى سائر النواب بالشام والديار المصرية فمن دونهم ممن جرت العادة بمكاتبته من الأبواب السلطانية في الابتداء والجواب.
المأخذ الثاني في معرفة أوضاع هذه المكاتبات أول ما يجب من ذلك معرفة قطع الورق الذي يكتب فيه. وقد سبق في المقالة الثالثة في الكلام على قطع الورق بيان مقادير قطعه، وأن من جملتها قطع العادة: وهو القطع الصغير. وفي هذا القطع تكتب عامة المكاتبات المتقدمة، مما يكتب به لأرباب السيوف والأقلام بمصر والشام على اختلاف مقاديرهم، وتباين مراتبهم في الرفعة والضعة؛ خلا ما تقدم ذكره: من أنه كتب إلى والدة السلطان الأشرف شعبان بن حسين في قطع الشامي الكامل. وقد تقدم هناك أن الكتابة في قطع العادة جملة تكون بقلم الرقاع. فتكون كتابة جميع هذه المكاتبات به.
ثم أول ما يكتب الكاتب في المكاتبة التعريف بالمكتوب إليه: وهو أن يكتب في رأس الدرج، من وجه الوصل، من أوله، من الجانب الأيمن إلى فلان. ويكتب على سمته في الجانب الأيسر بسبب كذا وكذا. ويكتب في وسطهما على سمتهما التعريف بالعلامة التي تكتب. فإن كانت العلامة الاسم، كتب الاسم الشريف. وإن كانت بالأخوة، كتب أخوه. وإن كانت بالوالدية، كتب والده. ثم يقلب الدرج فيكتب على ظاهره عنوان المكاتبة في أسفل ما كتب عليه في رأس الورق باطناً من أول عرض الدرج إلى آخر ألقاب المكتوب إليه. ويقلب الدعاء المبتدأ به في المكاتبة، فيدعو له به في آخر الألقاب. ثم يخلي بياضاً يكتب تعريف المكتوب إليه: من نيابة سلطنة أو ولاية أو اسم أو غير ذلك وتكون الأسطر متقاربة متلاصقة.
فإن كان المكتوب إليه النائب الكافل مثلاً، كتب في العنوان: المقر، الكريم، العالي، الأمير، الكبيري إلى آخر ألقابه. فإذا انتهى إلى آخر الألقاب، كتب أعز الله تعالى أنصاره. ثم يترك بياضاً ويكتب: كافل الممالك الشريفة الإسلامية أعلاها الله تعالى بحيث ينتهي آخر كتابة ذلك إلى آخر السطر.
وإن كان المكتوب إليه كافل السلطنة بالشام، كتب: المقر الكريم إلى آخر الألقاب أعز الله تعالى أنصاره ثم يترك البياض المذكور؛ ثم يكتب: كافل السلطنة الشريفة بالشام المحروس.
وإن كان المكتوب إليه نائب السلطنة بحلب، كتب: الجناب الكريم إلى آخر ألقابه أعز الله تعالى نصرته، ثم يترك بياضاً ويكتب: نائب السلطنة لشريفة بحلب المحروسة.
وإن كان المكتوب إليه نائب الإسكندرية، أو نائب طرابلس، أو نائب حماة، أو نائب صفد، كتب: الجناب العالي إلى آخر ألقابهم: ضاعف الله تعالى نعمته، ثم يترك بياضاً ويكتب: نائب السلطنة الشريفة بثغر الإسكندرية المحروس، أو نائب السلطنة الشريفة بطرابلس المحروسة، أو نائب السلطنة الشريفة بحماة المحروسة أو نائب السلطنة الشريفة بصفد المحروسة. وكذا في البواقي بحسب تعريف كل من المكتوب إليهم على ما مر ذكره في مواضعه.
ثم إذا كتب العنوان: فإن كان المكتوب إليه ممن يكتب له المقر الكريم، أو الجناب العالي، أو المجلس العالي مع الدعاء، ترك من أعلى الدرج ثلاثة أوصال بياضاً بالوصل المكتوب في ظاهره العنوان، ثم تكتب البسملة في رأس الوصل الرابع بهامش من الجانب الأيمن.
وإن كان المكتوب إليه ممن يكتب له المجلس العالي مع صدرت فما دون ذلك، ترك في أعلى الدرج وصلان بياضاً فقط. وتكتب البسملة في رأس الوصل الثالث؛ ثم يكتب سطران من أول المكاتبة تحت البسملة على سمتها ملاصقاً لها؛ ثم يخلى بيت العلامة بياضاً ويكتب السطر الثاني على رأس إصبع أو نحو من أسفل ذلك الوصل؛ ثم يكتب السطر الثالث في الوصل الذي يليه على بعد ثلاثة أصابع معترضات من السطر الثاني، ويؤتى على ذلك إلى آخر المكاتبة.
وقد كانت أوصال الورق في الزمن المتقدم طويلة: فكان يكتب في كل وصل ثلاثة أسطر، وبين كل سطرين أكثر من عرض ثلاثة أصابع. أما الآن، فقصرت الأوصال، وصار كل وصل لا يسع في الغالب أكثر من سطرين. فإذا انتهى إلى آخر المكاتبة، أخلى بياضاً يسيراً، ثم كتب في وسط الوصل: إن شاء الله تعال ثم يكتب: كتب في كذا من شهر كذا في سطر، وتحت سنة كذا وكذا في سطر تحته، بينهما قدر إصبعين؛ ثم يكتب المستند بعد تقدير إصبعين. فإن كان بتلقي كاتب السر كتب حسب المرسوم الشريف. وعلى ذلك يجري الحكم في جميع ما يكتب في البريد، وهو المختص بالأمور السلطانية.
وإن كان من دار العدل بتلقي كاتب السر أو أحد من كتاب الدست، كتب: حسب المرسوم الشريف في سطر، وتحته من دار العدل الشريف في سطر آخر. وإن كان بقصة مشمولة بخط السلطان، كتب: حسب الخط الشريف بمقتضى أعلى ذلك. وإن كان بخط النائب الكافل، كتب: بالإشارة العالية الأميرية العالمية الفلانية في سطر، وتحته في سطر آخر كافل الممالك الشريفة الإسلامية أعلاها الله تعالى. وإن كان بأمر الوزير، كتب بالإشارة العالية الأميرية الوزيرية الفلانية في سطر، وتحته في سطر آخر مدبر الممالك الشريفة الإسلامية أعلاها الله تعالى. وإن كان الوزير صاحب قلم، كتب بالإشارة العالية الوزيرية الصاحبية الفلانية، مدبر الممالك الشريفة الإسلامية، أعلاها الله تعالى سطرين على نحو ما تقدم. وإن كان برسالة الداوادار: فإن كان مقدم ألف، كتب برسالة الجناب العالي الأميري الكبيري الفلاني في سطر، وفي سطر آخر تحته الداوادار الناصري أو الظاهري ونحو ذلك: ضاعف الله تعالى نعمته. وإن كان طبلخاناه، كتب بدل الجناب المجلس ويدعو له: أدام الله تعالى نعمته. وإن كان يأمر بأمر الإستادار، كتب بالإشارة العالية الأميرية الفلانية إستادار الفلانية أعلاها الله تعالى. وإن كان من ديوان الجيوش المنصورة، كتب حسب المرسوم الشريف في سطر، وتحته من ديوان الجيوش المنصورة في سطر آخر. وإن كان من ديوان الخواص الشريفة، كتب حسب المرسوم الشريف من ديوان الخواص الشريفة على ما تقدم. وإن كان من الدولة الشريفة: بأن يكون بخط ناظر الدواوين وهو قليل، كتب حسب المرسوم الشريف من الدولة الشريفة على نحو ما تقدم. وقد تقدم الكلام على المستندات في الجملة، في مقدمة الكتاب عند الكلام على ديوان الإنشاء.